Aufgrund technischer Probleme wurde der arabische Text in Ausgabe 56 (Seite 5) leider nicht richtig gedruckt. Wir entschuldigen uns bei allen Lesern. Die richtige Version des Textes gibt’s jetzt HIER zu lesen!
von Tomna Obaid
حلفاء في مكافحة الارهاب
تلعب السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية دورا هاما في منطقة الشرق الأوسط خصوصا فيما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب. و تصنف اليمن كإحدى حلفاء واشنطن في محاربة مجموعة القاعدة في شبه الجزيرة العربية والتي تتخذ بحسب التقارير الحكومية و الاخبارية بعض المناطق في اليمن كمقر للتدريب على العمليات الارهابية ضد أمريكا وحلفائها. هذا و بالإضافه الى أن عددا من بعض قيادات القاعدة تتحصن بها, والذين تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء عليهم للتخلص من خطر الإرهاب في المنطقة خصوصا بعد القضاء على زعيم القاعدة بن لادن في باكستان.
لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم الدعم للحكومة اليمنية لمكافحة خلايا القاعدة, هذا الدعم الذي يشكك فيه المعارضون للحكومة اليمنية, حيث أن هناك شك من ان الرئيس اليمني يقوم بإستخدام هذا الدعم للقضاء على المعارضين له وانه يقوم بتضخيم حقيقة حجم القاعدة في اليمن للحصول على مزيد من الدعم المالي والسياسي من واشنطن.
حلفاء في مكافحة الثورة
لقد أدت الثورات المتلاحقة في الوطن العربي إلي تغيير قواعد اللعبة السياسية في المنطقة بشكل مفاجئ. فما أن بدأت تونس إلا ولحقتها مصر ثم اليمن وليبيا ومن بعدهما سوريا والجزائر . لقد تعالت الأصوات في الشرق الأوسط بأكمله مطالبة بالإصلاح والقضاء على الحكم الديكتاتوري والذي إمتد الى عقود متعاقبة مملوءة بالإستبداد والفساد. وقد تركت الثورات المناشده بالديموقراطية البيت الابيض في حيرة من أمره, فهل يهب إلي نصرة الشعوب المطالبه بإنها الحكم الديكتاتوري ام يهب الى الوقوف بجانب الروساء المغضوب عليهم والذين كانوا ولازال بعضهم يمثل من أهم حلفاء أمريكا في المنطقة العربية.
لقد تجلى الإرتباك الأمريكي بشكل واضح في موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورة المصرية والذي ما لابث أن تغيربسبب ضغط الجماهير الشعبية لينادي بضرورة تخلي مبارك عن الحكم وتمكين الشعب المصري من حق تقرير مصيره. ومما لا شك فيه أن تخلي واشنطن السريع عن مبارك قد لعب دورا هاما في تسريع عملية التنحى عن الحكم وتسليم السلطة موقتا الى الجيش المصري.
لكن الموقف الامريكي من الثورة الشعبية في اليمن شكل مفاجاءه كبيرة. فقد أعلن السفير الامريكي في اليمن عند بدء الثورة انه لا يوجد حل إلا ببقاء الرئيس اليمني في السلطة و التفاوض معه من أجل تحقيق المطالب الشعبية المناديه بالإصلاح. وقد كان هذا التصريح بمثابة الضوء الأخضر الذي حصل عليه الرئيس اليمني من القيادة الأمريكية والذي قام بعده بتصعيد إجراءات قمع التظاهرات والمتظاهرين في جميع المحافظات اليمنية والتي كان ابشعها إرتكاب مجزرة يوم الجمعه الموافق 18 مارس 2011 والتي راح ضحيتها 52 من المتظاهرين العزل في ميدان التحرير في العاصمة صنعاء.
وقد ادئ استمرار الاعمال التعسفيه وجرائم القتل ضد المتظاهرين الى تصاعد أصوات المجتمع الدولي المطالبة بتخلى الرئيس عن الحكم ومنددة بأعمال العنف. وقد خرج اوباما اخيرا مناديا الرئيس اليمني بتسليم السلطة ووقف أعمال العنف والقتل بحق المواطنين اليمنيين العزل. إن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يعطي واشنطن الحق بتحديد مصير الشعوب العربية إذا ما ارادت ان تتحرر من قيد الإستبداد وأن تتبنى منهج الديمقراطية التي تتشدق به الولايات المتحدة الأمريكية . ماهى مكاسب واشنطن الحقيقة و التي حاولت حمايتها من خلال دعم الرئيس اليمني؟ ام أن دعم الديمقراطية في بلد مثل اليمن لا يمثل أولوية بقدر تحقيق أولوية واشنطن في مكافحة الإرهاب. الم يزدهر الإرهاب في عهد الرئيس اليمني ؟ الم تنمو القاعدة في اليمن في ظل عهده؟ ام أن فتح المجال الجوي اليمني أمام الطائرات الحربية الأمريكية لقصف مقرات القاعدة في اليمن يستحق ان تغض به أمريكا بصرها عن الممارسات الإجرامية والتعسفية لحكم الرئيس اليمني الذي إمتد لعقود.
حلفاء المستقبل
لقد خسرت الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مواقفها المتباينه ثقة الشعوب العربية والتي كانت ترئ فيها نصيرا للديمقراطية وحاميا للحقوق الانسان. وسوف تشكل الفترة القادمة تحديا كبيرا لواشنطن لإعادة بناء جسور الثقة بينها وبين الشعوب العربية التي نجحت في إعادة تشكيل الخارطة السياسية للشرق الأوسط .مما لا شك فيه ان واشنطن تسعئ جاهدة لأن يكون لها دور في بناء الشرق الأوسط الجديد, فهل ستستطيع أن تستعيد دور الريادة في المنطقة ام سيكون مصيرها مثل من كانوا يوما حلفاء لها… هذا ما ستكشف عنه الأيام.
Die deutsche Übersetzung des Textes findest du hier.
Schreibe einen Kommentar